close
قصص وروايات

في قرية صغيرة على الشاطئ الجميل، كان يعيش صياد السمك (يوسف) مع زوجته ليلى، و أولاده: سليم ونبيل وسعاد كان الصياد يوسف يحب زوجته وأولاده كثيرًا وكان يعمل ليلًا نهارًا من أجل توفير السعادة لهم،

 “أما تزال، يا سليم، تحنّ إلى وطنك، وتشتاق إلى أهلك؟” فأجاب، سليم، بجرأة وأدب: – “يا سيدي الشيخ، إن اشتياقي لأهلي يزداد، وحنيني لوطني يقوى، وإن أمي الرؤوم، تنتظر عودتي ومعي العلاج الناجع الذي يشفيها من مرضها فتعود إليها صحتها وقوتها، وتزاول عملها في البيت، ويرجع أبي إلى عمله في البحر،

ويذهب إخوتي إلى المدرسة، وتعود لبيتنا بهجته، ولعائلتنا سعادتها”. وَلَمَّا سمعَ أعضاء الوفد كلامَ سليم، أعجبوا كثيرًا بوفائه وذكائه، ودمعت عيونهم عطفًا عليه ورأفة به، وطلبوا من شيخ البحر أن يقضي حاجة هذا الولد البار، الذي يستحق التقدير والإكبار. فوعدهم شيخ البحر خيرًا، ثم تركهم ومضى إلى جناحه في القصر، ليستريح قليلاً.

لقد انصرفَ أعضاء الوفد، حامدين، شاكرين، لأن الشيخ احتفى بهم، واستقبلهم أحسن استقبال، ولبى رغبتهم في الحال ورجع سليم إلى غرفته، وهو لا يكاد يصدق ما سمعته أذناه: إنه ينتظر ساعة الفرج، بشوق ولهفة لقد مالَ ميزانُ النهار، وغابت الشمس، ومشى الليل في الجزيرة،

حتى إذا لفَّها بجناحيه، بدت وكأن كل شيئ فيها هادئ صامت، فلا حركة إلا حفيفُ أوراق الشجر، واهتزازُ الغصون، ولا صوت إلا صوت تكسر الأمواج على صخور الشاطئ القريب، ووقعُ خطواتِ سليم وهو يذرع أرضَ الشرفةِ ذهاباً وإياباً،

ينتظر الأمر بالرحيل انقضت ساعةُ من الليل، حسبها سليم يوماً بل شهرًا، ولم تنقض الساعة التالية، حتى دخل شيخ البحر على سليم، وأشار إليه أن اتبعني، فتبعه حتى وصلا إلى الشاطئ؛ فصعد الشيخ إلى قاربه الصغير،

وصعد معه سليم، ثم أرخى الحبل، وسار القارب يشقُّ ماءَ البحر الذي كان مصقولًا كأنه المرآة ورفع سليمُ رأسَهُ نحو السماء، شاكرًا ربَّ العلاء، وهو يتمنى لو يدرك أمَّه، ويرى أبَّه، ويلتقي بأخوَيه ولم ينتصف الليل،

حتى أطل القاربُ على الشاطئ الثاني، شاطئ بلده الحبيب، الذي لم ينسه سليم حتى في الجزيرة المقدسة بل زاد حبُّه له، وتعلُّقُه به. وأمام الصخرة ذاتها التي جلس عليها سليم منذ مدة بعيدة، أوقف شيخ البحر قاربه،

ثم ضم سليماً بين ذراعيه، وقبله على خديه، وخاطبه بعطف وحنان: “أيها الابن البار، لقد وصلت إلى وطنك، وستلتقي بأهلك، وإنني، مكافأةً لك على إخلاصك ووفائك، أقدم إليك هذه الهدية الثمينة، إنها خاتم السعادة الذي يشفي المريض، ويغني الفقير، ويسعد البائس:

لتكملة القصة اضغط الرقم 14 في السطر التالي

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!