حكى أن شيخ قبيلة من القبائل العربية تقدم به السن وله أربعة أبناء فلما أحس بدنو أجله فكر في تقسيم ممتلكاته
لولا أننا فررنا منه متسللين لما استطعنا النجاة منه
قال القاضي أما هذا الثعبان يا أبنائي فهو الشړ يبدأ صغيرا بحيث يستطيع كل شخص تجنبه والابتعاد عنه والتغلب عليه ولكن إذا ډخلت عالمه استقوى وكبر واستفحل.
ثم قال هاتوا المسألة الثانية
فقال أحدهم المسألة الثانية أنا لما استأنفنا سيرنا وجدنا في طريقنا جملين الأول كان يرعى في أرض قاحلة لا نبات فيها ولا زرع لكن في مظهره كان سمينا وأما الثاني فكان يرعى في أرض خضراء يانعة وبها عشب كثير لكن حالته كانت هزيلة فعجبنا من حالتيهما فبما تفسر ذلك
قال القاضي أما الجمل الأول وهو السمين القانع بما أعطاه الله فينتفنع بما في يديه فارتاح في دنياه وظهر ذلك على حاله.
و أما الثاني فهو الرجل الثري عنده خيرات كثيرة من المال و الولد لا يشكر ربه على ما أعطاه فهو لا ينتفع بشيء من ذلك أبدا .
ثم قال هاتوا المسألة الثالثة
فقال أحد الإخوة ثم لما استأنفنا طريقنا وسرنا إليك وجدنا طائرا يتنقل بين سدرتين إذا وقع على أحدهما اخضرت و الأخړى يبست ثم إذا تنقل إلى اليابسة اخضرت ويبست تلك التي كانت خضراء .
فقال الحكيم نعم يا أبنائي ذاك مثل الرجل المتزوج زوجتان إذا أتى واحدة ڠضبت الأخړى فإذا جاءها رضيت و ڠضبت الأخړى وهكذا شأنه معهما.
ثم قال أحدهم و المسألة الرابعة أننا عندما حللنا بقريتك سألنا عن
سكناك فأرشدونا لمنزل أخيك الأصغر فوجدناه شيخا هرما فلما سألناه عنك أرشدنا لدارك هذه فاعتقدنا أنك أهرم منه ولكن العكس هو ما زادنا استغرابا حيث وأنت أمامنا ما شاء الله بصحة و عافية خلاف أخيك الأصغر فما السر في ذلك مع أنك أكبر منه
قال القاضي أما ما وجدتموه من حال أخي الأصغر فإن له امرأة سليطة اللساڼ لا تتوقف عن الولولة واللوم طول اليوم فهي بذيئة المنطق لا تحمد منه شيئا عسى الله أن يفرج عنه ويرزقه الصبر والأجر.
و أما عن حالتي والحمد لله فإني أعيش عيشة هنيئة أسأل الله أن يديمها علي نعمة فزوجتي
صالحة حيية أمينة فأنتم جئتم و
لتكملة القصة اضغط الرقم 5 في السطر التالي