close
غير مصنف

ما هو الفلق الذي حذر الله تعالى النبي صلى الله عليه وسلم من شره

الليل مجمع الويل
«وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ» (الغسق) هو الظلام في أول الليل، قال تعالى: «أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ» (الإسراء:78). والغاسق هو الليل المظلم، ووقب أي: دخل واشتدَّ ظلامه، والمراد: ومن شرِّ ليل مُظلم إذا اشتدَّ ظلامه. وهذا أول الأنواع الثلاثة التي خصَّها الله بالذكر،

 

 

وهي داخلة في عموم ما خلق في قوله تعالى: «مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ» وشرور الظلام والليل المظلم لا تخفى على أحد، خاصَّة سكان الصحاري والقرى، ففي الظلام لا يَهتدي السائرُ إلى طريقه، وفي الظلام تدبُّ الهوام لامتصاص دم الإنسان، وكم اغتنمت اللصوص فرصة الظلام للسرقة، وكم رُوع الإنسان في الظلام من أعدائه وخصومه، وكم أحدث الظلام في النفس وحشة، وفي الصدر انقباضاً. والمثل السائر: الليل مجمع الويل، من أجل هذا كان الليل المظلم إذا اشتدَّ ظلامُه جديراً بأن يخصَّ بالاستعاذة بالله من شره،

 

 

لأنَّه سبحانه هو القادر على دفع شروره عن الإنسان. والإنسان في الغالب يكون في ظلام الليل نائماً غير مُستعدٍّ للدفاع عن نفسه، وفي أشدِّ الحاجة إلى أن يحميه الله تعالى ويُعيذه من الشر، وقديماً كانت بعض الفِرَق تدين بأنَّ الظلام هو إله الشر. «وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي العُقَدِ» النَّفْثُ في العُقَد: النفخ الخفيف فيها أو مع شيء من الريق، والنفاثات صفة للنفوس، سواء أكانت من الرجال أو النساء، أي: ومن شرِّ النفوس التي تنفث في العقد لتفكَّ روابط الناس. والله سبحانه أرشد المسلم إلى أن يَستعيذ به من شر من ينفثون فيما بين الناس من روابط ليقطعوها، وهذان فريقان: أحدهما: المشتغلون بالسحر والشعوذة والدجل، فهؤلاء السحرة المشعوذون الدجالون أكثر جهودهم تتجه إلى الضرر والأذى، فيتوسَّلون بوسائلهم الخفيَّة على التفريق بين المرء وزوجه، وإلى التأثير في أعصاب بعض الناس، وإلى المنع من الخير: «وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ» (البقرة:102)،

لتكملة التفاصيل اضغط الرقم 6 في السطر التالي

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!