close
غير مصنف

دخل رجلٌ غريبٌ على مجلس أحد الحكماء الأثرياء .. فجلس يستمع إلى الحكيم وهو يُعلّم تلامذته وجُلساءه ، ولا يبدو على الرجل الغريب ملامح طالب العلم، ولكنه بدا للوهلة الأولى كأنه عزيزُ قومٍ أذلّتهُ الحياة ..!! دخل وسلّم ، وجلس حيث انتهى به المجلس ، وأخذ يستمع للشيخ بأدبٍ وإنصات ، وفي يده قارورةُ فيها مايشبه الماء لا تفارقه . قطع الشيخ العالمُ الحكيم حديثه، والتفت إلى الرجل الغريب، وتفرّس في وجهه، ثم سأله:- ألك حاجةٌ نقضيها لك ..؟ أم لك سؤال فنجيبك .!؟ فقال الضيف الغريب:- لا هذا ولا ذاك، وإنما أنا تاجر، سمعتُ عن علمك وخُلُقك ومروءتك، فجئتُ أبيعك هذه القارورةَ التي أقسمتُ ألّا أبيعَها إلا لمن يقدّر قيمتها، وأنت -دون ريبٍ- حقيقٌ بها وجدير … قال الشيخ:- ناولنيها، فناوله إياها، فأخذ الشيخ يتأملها ويحرك رأسه إعجاباً بها ، ثم التفت إلى الضيف:- فقال له:- بكم تبيعها؟

قال:- بمئة دينار، فرد عليه الشيخ:- هذا قليل عليها ، سأعطيك مئةً وخمسين ..!! فقال الضيف:- بل مئةٌ كاملةٌ لا تزيد ولا تنقص .
فقال الشيخ لابنه: أدخل عند أمك وأحضر منها مئةَ دينار ..؟
وفعلاً استلم الضيف المبلغ ، ومضى في حال سبيله حامداً شاكراً ، ثم أنفضَّ المجلسُ وخرج الحاضرون ، وجميعهم متعجبون من هذا الماء الذي أشتراه شيخُهم بمئة دينار ..!!!
دخل الشيخ إلى مخدعه للنوم ، ولكنّ الفضول دعا ولده إلى فحص القارورة ومعرفةِ
مافيها ، حتى تأكد -بما لا يترك للشك مجالاً- أنه ماءٌ عاديّ .!!
فدخل إلى والده مسرعاً مندهشاً صارخاً :- يا حكيم الحكماء ، لقد خدعك الغريب ، فوالله ما زاد على أن باعك ماءً عادياً بمئة دينار ، ولا أدري أأعجبُ من دهائه وخبثه ، أم من طيبتك وتسرعك !!؟؟
فابتسم الشيخ الحكيم ضاحكاً، وقال لولده:-
يا بني

لتكملة القصة اضغط الرقم3 في السطر التالي

الصفحة السابقة 1 2 3الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!