رواية الفتاة المخطوفة الحلقة الأولى
لما رجعت المرأة اليهودية إلى الدار إندشت لوجود كل، شيئ مرتّبا بعناية،
فذهبت لغرفة ثريا ،فرأت أن ثيابها قديمة ومهترأة، فقالت لها: تعالي معي للسّوق لأختار لك شيئا لائقا !!
! لكن ثريّا لم تفهم لغتها، وفي النهاية أشارت لها أن تتبعها، فسارت معها ،ودارا في الدّكاكين، ورجعتا ،
وقد إشترت المرأة لها ما أعجبها ،ثمّ سخّنت لها الماء ،واستحمّت البنت، وظفرت شعرها ،ثم وضعت ثيابها الجديدة ،ولمّا رأتها شلوميت
تعجّبت من شدّة جمالها ،وقالت في نفسها: حقّا مدهش، لم أكن أتصوّر أنّ العربيّات هنّ بهذا الجمال ،
وحاولت ان تكلم ثريّا ،وتفهم منها لغتها، ولكن عبثا، فلم تستطع كلاهما فهم الأخرى، وبعد ذلك اصبحت الإشارات هي وسيلة التواصل الوحيدة للتّعامل مع البنت .
مرّت الايام والشّهور على هذا النّحو،و تعودت ثريا على الحياة في ذلك البيت ،وكانت شلوميت اليهوديّة تعوّضها بحنانها على غلظة زوجها ، ولقد أحسّت بعطف تجاه الصغيرة لانها لم ترزق بالبنات ،
وبدأت تثريا تفهم لغة ذلك البلاد و صارت تتكلم قليلا
مع تلك المرأة ،التي علمتها تقاليد اليهود وأعيادهم ،وتعلّمت ثريّا كلّ شيئ ،وسعدت شلوميت بذلك وبدأت تفكر في أن تتبناها، لكن زوجها كان يعارض ذلك بشدة ،
ولم تفهم إمرأته سبب ثورته ،والواقع أن شمعون كان يراقب ثريّا ورأى أنها كبرت ،وزادت فتنتها بعدما كانت ضئيلة الجسم وشاحبة الوجه .
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية