close
غير مصنف

يروي احد المدرسين: كنت دائما ما أراقب الطلاب في الفترة المسائية أثناء انصرافهم من الطابور باتجاه فصولهم حتى يتم إخلاء الساحة المدرسية من كافة الطلاب؛ ثم أنتظر قليلا لأ فاجئ يوميا بطالبين أو ثلاثة متأخرين عن موعد الحضور!! فأضطر إلى معاقبتهم وأسمح لهم بالإلتحاق ببقية زملائهم في فصولهم !! ولفت إنتباهي أن طالباواحدا (محدد بعينه) يكون أحد هؤلاء الطلاب المتاخرين بشكل دائم يوميا !!! (خلافا عن بقية الطلاب اللذين لا يتاخر أحدهم بالعادة إلا لظرف طارئ) فكنت حين أعاقبه بالعصى التى أحملها أرى على وجهه علامات الأسى والحزن!! لكنه يتقبل العقوبة بمنتهى البساطة وينصرف الى فصله!! وٱستمرت القصة على هذا النهج يوميا!! وأنا أقلب الأمر في رأسي!!! أي طالب عنيد هذا ؟! وأي عقلية يحملها؟! كيف يكون حزينا وهو يتلقي العقوبة، ولا يسعى ليغير من حاله ويحضر الى المدرسة في الموعد المحدد ؟! ومع هذا قررت أن أستمر في منهجي نحوه.. (تاخير=عقوبة) حتى يعدل من سلوكه !! واستمرت الأيام على هذا الحال؛ دون أي تغيير !! إلى أن قررت أن أخذ زمام المبادرة لحل المشكلة،

لماذا لم تخبرني بذلك يابني؟
أجاب وهو يطرق بناظريه إلى الأرض أمامه :
إنك لم تسألني ماالسبب؛ كنت تعاقبني فقط!!
عندئذ فقط أدركت فداحة ما إقترفته!!
أخذت الطالب من يده إلى فصله في ذلك اليوم فقط دون أن أعاقبه، وطلبت منه عند إنتهاء الحصص المدرسية أن يحضر إلى مكتبي وانصرفت..
وفي نهاية اليوم الدراسي حضر الطالب إليّ كما وعدني وأخذته معي في جولة إلى السوق واشتريت له قميص مدرسي جديد على حسابي الخاص،
فكم كانت فرحته بهذا القميص!!وكأنه قد نجح في إمتحان آخر العام الدراسي!!
واتجه إلى منزله مسرورا.
ومن ذلك اليوم الحاسم لم أشاهده إلا في مقدمة الطابور المدرسي منتشيا بهذا الانجاز .
يواصل الأستاذ حديثه :
كانت هذه الحادثة مفصلا هاماً في مسار نهجي التعليمي والتربوي،

*الحكمــــه*
المعلم والمربي المثالي عليه أن يكون أولا أبا ًلطلابه قبل أن يكون مدرسا ًو معلما،ً
عليه أن يشعر بهم، ويناقش آلآمهم، وأوجاعهم، قبل أن يصدر عليهم أحكامه التى قد تكون جائرة وهو لايعلم!!

ايهاالمعلم…اترك اثراً .

الصفحة السابقة 1 2 3

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!