قصة الثقوب تترك أثر لا يمحيه الوقت يروى أنه كان هناك رجل عصبي للغاية سريع الغضب بصورة لا تصدق ، وكان دوماً ما يغضب ويخرج عن رشده ويجرح الأشخاص بأقواله وبأفعاله بصورة مستمرة ، وكان والد ذلك الرجل شخص حكيم للغاية له خبرة كبيرة في الحياة ، وقد لاحظ الحكيم تلك الصفة السيئة في ولده ، فقرر
وبالفعل مع مرور الأيام نجح الابن بإنقاص عدد المسامير التي كان يدقها يوماً بعد يوم ، حتى استطاع من ضبط نفسه بصورة نهائية وتخلص من هذه الصفة السيئة للأبد ، ومر يومين كاملين والابن لا يدق أي مسمار بالسياج الخشبي. فذهب إلى أبيه سعيدا كي يخبره بهذا الأمر ، وبالفعل فرح الأب الحكيم على ذلك التحول الرائع ، إلا أنه طلب منه أمر جديد ألا وهو أن يخرج كل المسامير التي دقها في السياج الخشبي ، وقد تعجب الابن من طلب أبيه إلا أنه وبالفعل نفذ كلامه وأخرج كل المسامير ورجع مرة أخرى ليخبر أبيه ، فأخذه أبيه وخرجا للحديقة وقد أشار أبيه للسياج قائلاً : أحسنت صنعاً يا ولدي ، ولكن انظر الآن لكل تلك الثقوب التي حفرت بالسياج ، ذلك السور مستحيل أن يرجع يوماً كما كان عليه من قبل ، وتلك الثقوب هي الأقوال والأفعال التي تصدر منك عند غضبك ، بإمكانك أن تعتذر بعدها مئة مرة لعلك تمحي أثرها ، ولكنها دائماً ما ستترك أثراً بنفوس الآخرين.