قصة العروس العمياء والصماء والبكماء يحكى أنه في القرن الأول الهجري كان هناك شاباً خلوقاً طيباً يتقي الله عز وجل في قوله وفعله وقد كان هذا الشاب متفرغاً لطلب العلم ودراسة العلوم، ولكنه كان فقيراً جداً وذات يوم خرج من بيته وهو يشعر بالجوع الشديد، فانتهي به الطريق الي بستان من البساتين، كان البستان جميل ورائع ملئ باطيب الثمار واشجار التفاح الشهية واللذيذة، وقد كان احد اغصان شجر التفاح متدلياً في الطريق، ففكر في نفسه أن يقطف تفاحة حتي يسد بها جوعه وحاجته الي الطعام، وبالفعل قطف التفاحة وجلس يأكلها، وبعد ذلك رجع الي بيته ونفسه تلومه وتعاتبه علي فعله، وهذا هو حال المؤمن الحق . جلس الشاب يفكر قائلاً : كيف أمكنني ان اكل هذه التفاحة وهي ليست من حقي، فهي مال شخص آخر ولم استاذن منه ولم استسمحه في تناولها، اسرع الشاب الي البستان واخذ يبحث عن صاحبه حتي عثر عليه،
وهكذا اتفق البستاني مع الشاب علي ان يحضر الي منزله في يوم الخميس للتحضير لوليمة الزواج، وفي اليوم الموعود ذهب الشاب متثاقل الخطي حزيناً منكسر الخاطر، وعندما وصل الي البيت طرق الباب وادخله البستاني وبعد ان تمت مراسم الزواج وكتب الكتاب قال الرجل : تفضل يا بني، يمكنك الآن الدخول علي زوجتك وبارك الله لكما وعليكما وجمع بينكما في الخير ثم اخذ بيده واوصله الي الغرفة التي تجلس فيها ابنته .
دخل الشاب الي الغرفة ويا لدهشته، لقد رأي فيها اجمل بنت رأها في حياته، كانت فتاة بيضاء مثل القمر وقد انسدل شعرها كالحرير علي كتفيها، فقامت وسارت اليه وسلمت عليه، كانت جميلة القوام رائعة في كل شئ، لم يصدق الشاب ما رأي، واخبر الفتاة في دهشة ان والدها يقول عنها انها عمياء وصماء وبكماء ولا تتحرك، فقالت الفتاة بابتسامة عذبة : إنني عمياء من النظر إلى الحرام . . و بكماء من الحديث في المنكر , وصماء من الاستماع إلى الحرام , ولا تخطو رجلاي خطوة إلى الحرام , وإنني وحيدة أبي ومنذ سنوات طويلة وابي يبحث لي عن الزوج الصالح التقي، وعندما اتيته تبكي من اجل تفاحة ايقن ابي انك تخشي الله عز وجل وانك ستعاملني بما يرضي الله، فهنيئا لي بك زوجاً , وهنيئاً لأبي بنسبك .
وبعد مرور عام رزق الله عز وجل الزوجين بغلام كان من القلائل الذين مروا علي هذه الامة العظيمة، اتعلمون من هو هذا الغلام ؟ انه الامام ابو حنيفة صاحب المذهب الفقهي الشهير .