close
قصص وروايات

رواية الفتاة المخطوفة الحلقة الأولى

ولمّا سألت أحد الملاّحين هل هناك سفن تسافر لبلاد المغرب ؟ أجابها بالنفي بسبب الحرب مع العثمانيين، وفقط القراصنة يغامرون بالإقتراب من تلك البلدان ،فقالت في نفسها :سأتنكر ،وأختفي في أحد تلك السّفن …

مرّ يومين وهي قلقة ،فماذا لو عثروا عليها ،أكيد سيرمونها في البحر ،لكن لمّا نام الجميع لبست ملابس إبن شلوميت، فلقد كان في مثل عمرها ولفّت شعرها ،ووضعت قبّعة غطى نصف وجهها ،ثم أخذت صرة ،

وضعت فيها طعاما وقلة ماء وجميل ما ربحته من مال ،ثم كتبت رسالة، ووضعتها على الفراش ،تشكر فيه صاحبة الدّار على حسن معاملتها، وبعد ذلك تسلّلت على أطراف أصابعها ،وأغلقت الباب وراءها بهدوء ،

ثمّ ذهبت إلى الميناء وتسلقت سفينة القراصنة ،واختارت ركنا وسط العنبر إختبأت فيه ،وكانت متعبة فاستغرقت في نوم عميق، بعد فترة من الزّمن ،أحسّت بنفسها

تتمايل يمينا وشمالا، فاستيقظت مرعوبة ،

ولمّا نظرت من شقّ صغير رأت الأمواج تتلاطم أمامها ، فشعرت بدوار عنيف وبدأت تدعو الله لتخف العاصفة ،

وبعد ساعة بدأ البحر يهدأ تدريجيا ،فرجع إليها هدوئها،وتساءلت هل أمّي بخير ؟ لقد مضى وقت طويل ،وأرجو أن أجدها في دارنا .

إستمرّت الرّحلة والبنت مختبئة ،ونفذ طعامها وأحسّت بالجوع ،وفجأة نزل رجلين وحملا أحد البراميل ،وفي الطريق إنفتح، وسقطت منه بضعة تفّاحات ،وتدحرجت واحدة قربها ،فأخذتها بلهفة ،وأكلتها ،

ثمّ فتحت برميلا قربها فوجدته مليئا بالخيار المخلّل ،وعرفت أنّها في مخزن الطعام ،فرجع إليها الأمل .

وفي الغد لمّا فتحت عينيها سمعت أصواتا تصيح وأقدام تجري ،ولمّا أطلت من الشّق رأت أمامها السّاحل ،فبدأ قلبها يخفق ،فلو تمكّنت من النّزول لأمكنها الرّجوع إلى دارهم ،فهي تعرف إسم

قريتها ،والمدينة التي قربها ،المشكلة أين هي الآن؟ فالقطّاع يهاجمون على طول الشّواطئ الممتدّة من تونس إلى الجزائر ،وكلما كان هذا المكان بعيدا كانت العودة أصعب ،لكنّها ليست خائفة ،

فلقد أمضت ثلاثة سنوات في صقليّة ،وتعلمت كيف تعتمد على نفسها . قالت ثريا: لا بدّ أن أنتقم منهم على ما فعلوه بقريتي ،وآخذ بثأر أبي الذي قتلوه أمام عينيّ …

يتبع…

لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى