close
غير مصنف

ما هي صفات النبي محمد صلى الله عليه وسلم ؟

تعدَّدت الأحاديث في السُّنة النبوية التي فيها وصفٌ صفات شكل النبي صلى الله عليه وسلم، فمنها ما هو صحيح، ومنها ما حكم أهل العلم بضعفه، والقسم الثالث اختلف أهل الحديث فيه بين من يقول صحيح أو حسنٌ، وبين الضعيف، فأما ما ورد من هذه الأحاديث التي حُكِم بصحتها، كحديثٍ رواه أنس بن مالكٍ رضي الله عنه، قال في وصف النبي عليه الصلاة والسلام: “كَانَ رَبْعَةً مِنْ الْقَوْمِ (معتدل الطّول) لَيْسَ بِالطَّوِيلِ، وَلا بِالْقَصِيرِ، أَزْهَرَ اللَّوْنِ لَيْسَ بِأَبْيَضَ أَمْهَقَ (أي شديد البياض)، وَلا آدَمَ (أي الأسمر)، لَيْسَ بِجَعْدٍ قَطَطٍ (الشعر الذي فيه التواءٌ وانقباضٌ)، وَلا سَبْطٍ رَجِلٍ (الشعر المسترسل)،  أُنْزِلَ عَلَيْهِ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ، فَلَبِثَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ يُنْزَلُ عَلَيْهِ، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ، وَقُبِضَ وَلَيْسَ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعَرَةً بَيْضَاءَ” [البخاري: 3283]

كما أن البراء بن عازبٍ رضي الله عنه قال: “كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَرْبُوعًا، بَعِيدَ ما بيْنَ المَنْكِبَيْنِ، له شَعَرٌ يَبْلُغُ شَحْمَةَ أُذُنِهِ، رَأَيْتُهُ في حُلَّةٍ حَمْرَاءَ، لَمْ أرَ شيئًا قَطُّ أحْسَنَ منه قَالَ يُوسُفُ بنُ أبِي إسْحَاقَ، عن أبِيهِ: إلى مَنْكِبَيْهِ” [مسلم: 2337، البخاري: 3551]، ففي هذا الحديث يُخبر الصحابي الجليل البراء بن عازبٍ رضي الله عنه كيف كانت الصِّفة العامة لجسد النبي عليه الصلاة والسلام، وشعره، ونوع من أشكال اللباس الذي كان يلبسه، فمعنى أنه كان عليه الصلاة والسلام مربوعاً، أي أنه كان متوسط القامة، بين الطويل والقصير، كما أنه كان بعيدَ ما بين منكبيه، أي أنه عريضاً في القسم العلوي من جسمه، وهو الكتفين، وأما شعر رأسه فكان طوله يصل إلى شحمة أذنيه، وفي رواية أُخرى، إلى منكبيه، أي إلى كتفيه، أما لباسه في هذا الحديث، كان عبارةً عن حُلةٍ حمراء اللون، والحلة لا تكون إلا قطعتين، أو ثوبين، وهما الإزارٌ والرداء، ثم يُنهي الصحابي وصفه بقوله أنه لم يرَ شيئاً أو أحداً أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم خِلقةً، وخُلُقاً [2].

كذلك وصف عليٌّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه بعضاً من صفات شكل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: “لم يَكنِ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ بالطَّويلِ، ولا بالقصيرِ، شثْنُ الْكفَّينِ والقدَمينِ، ضخمُ الرَّأسِ ضخمُ الكراديسِ، طويلُ المسرَبةِ، إذا مشى تَكفَّأَ تَكفُّؤًا كأنَّما انحطَّ من صبَبٍ، لم أرَ قبلَهُ ولا بعدَهُ مثلَهُ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ”

 

فقوله رضي الله عنه أن الرسول عليه الصلاة والسلام، ليس بالطويل، ولا بالقصير، أي أنه كان معتدلاً، فليس مفرطاً في طوله، وليس بالقصير الذي تحتقره العين، وأما قوله شَثْنُ الكفين والقدمين، أي أن فيها غلظٌ وقصر، وقال البعض أن معناها الغلظ في الأصابع مع الطول، وهذا يدل على كمال الجمال في الرجال، حيث إنه يجمع بين نعومة الجسد، والقوة العظيمة، وقوله ضخم الرأس والكراديس، أي أنه عليه الصلاة والسلام كان عظيم الرأس، والكراديس هي المفاصل التي يجتمع فيها عظمتين ضخمتين، كمفاصل الأكتاف، والركب،

الصفحة السابقة 1 2 3 4

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!